كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَجَعَلُواْ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَانِ إِنَاثًا أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}.
وقوله: {عِبَادُ الرَّحْمَانِ}.
قرأها عبدالله بن مسعود وعلقمة، وأصحاب عبدالله: {عباد الرحمن}، وذكر عن عمر (رحمه الله) أنه قرأها: {عند الرحمن}، وكذلك عاصم، وأهل الحجاز، وكأنهم أخذوا ذلك من قوله: {إنَّ الذين عِنْد رَبِّك لا يَسْتَكْبِرُون عَنْ عِبادَتهِ} وكل صواب.
وقوله: {أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ}.
نصب الألف من {أشهدوا} عاصم، والأعمش، ورفعها أهل الحجاز على تأويل: أُشْهدوا خلقهم؛ لأنه لم يسم فاعله، والمعنى واحد. قرءوا بغير همز يريدون الاستفهام قال أبو عبدالله: كذا قال الفراء.
{بَلْ قالواْ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قال مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ}.
وقوله: {بَلْ قالواْ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}.
قرأها القراء بضم الأَلف من {أُمّة}، وكسرها مجاهد، وعمر بن عبدالعزبز، وكأن الإمّة مثل السنة والملة، وكأن الإمّة الطريقة: والمصدر من أممت القوم، فإن العرب تقول: ما أحسن إمته وعمّته وجِلْسته إذا كان مصدرا، والإمة أيضا الملك والنعيم. قال عدى:
ثم بعْدَ الفلاحِ والمُلكِ والإمّة ** وارثهمُ هناك القبورُ

فكأنه أراد إمامة الملك ونعيمه.
وقوله: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} و{مُّقْتَدُونَ}.
رُفعتا ولو كانتا نصبا لجاز ذلك؛ لأنّ الوقوف يحسن دونهما، فتقول للرجل: فدمت ونحن بالأثر متبعين ومتبعون.
{وَإِذْ قال إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ}.
وقوله: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ}.
العرب تقول: نحن منك البراء والخلا، والواحد والاثنان والجميع من المؤنث والمذكر يقال فيه: براء؛ لأنه مصدر، ولو قال: (برىء) لقيل في الاثنين: بريئان، وفى القوم: بريئون وبرءاء، وهى في قراءة عبدالله: {إنَّنى بَرِئٌ مِّمَّا تَعْبُدُون} ولو قرأها قارىء كان صوابا موافقا لقراءتنا؛ لأَن العرب تكتب: يستهزىء يستهزأ فيجعلون الهمزة مكتوبة بالألف في كل حالاتها. يكتبون شىء شيأ ومثله كثير في مصاحف عبدالله، وفى مصحفنا: {ويهيئ لكم}، {ويهيأ} بالأَلف.
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
وقوله: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}.
اسم الإسلام، يقول لازمة لمن اتبعه، وكان من وَلَدِه، لعل أهل مكة يتبعون هذا الدين إذا كانوا من ولد إبراهيم صلى الله عليه، فذلك قوله: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} إلى دينك ودين إبراهيم صلى الله عليهما.
{وَقالواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَاذَا القرآن عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}.
وقوله: {لَوْلاَ نُزِّلَ هَاذَا القرآن عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}.
ومعناه: على أحد رجلين عنَى نفسه. وأبا مسعود الثقفى، وقال هذا الوليدُ بن المغيرة المخزومى، والقريتان: مكة والطائف.
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.
وقوله: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}.
فرفعنا المولى فوق عبده، وجعلنا بعضهم يسبى بعضا، فيكون العبد والذى يُسْبَى مسخَّرين لمن فوقهما.
وقوله: {لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا}، و{سِخْرِيًّا} وهما واحد هاهنا وفى:
{قد أفلح}، وفى ص- سواء الكسر فيهن والضم لغتان.
{وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ}.
وقوله: {وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}.
أن في موضع رفع.
وقوله: {لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ}.
إن شئت جعلت اللام مكررة في لبيوتهم، كما قال: {يسَأَلُونكَ عن الشَّهرِ الْحَرامِ قِتَالٍ فيه}، وإِن شئت جعلت اللامين مختلفتين كأنّ الثانية في معنى على كأنه قال: لجعلنا لهم على بيوتهم سقفًا، وتقول للرجل في وجهه: جعلت لك لقومك الأعطية، أى جعلته من أجلك لهم.
و(السُّقُف) قرأها عاصم والأعمش والحسن {سُقُفًا} وإن شئت جعلت واحدها سقيفة، وإن شئت جعلت سقوفا، فتكون جمع الجمع كما قال الشاعر:
حتى بلت حلاقيم الحُلُق ** أهوى لأدْنى فقرة على شفق

ومثله قراءة من قرأ {كُلوُا مِن ثُمُرِه}، وهو جمع، وواحده ثمار، وكقول من قرأ: {فَرُهُنٌ مَقْبوضَة} واحدها رهان ورهون. وقرأ مجاهد وبعض أهل الحجاز {سَقْفًا} كالواحد مخفف؛ لأن السَّقف مذهب الجماع.
{وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}.
وقوله: {وَزُخْرُفًا}.
وهو الذهب، وجاء في التفسير نجعلها لهم من فضة ومن زخرف، فإذا ألقيت من الزخرف نصبته على الفعل توقعه عليه أى وزخرفا، تجعل ذلك لهم منه، وقال آخرون: ونجعل لهم مع ذلك ذهبا وغنى مقصور فهو أشبه الوجهين بالصواب.
{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}.
وقوله: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ}.
يريد: ومن يعرض عنه، ومن قرأها: {ومن يَعْشَ عن} يريد: يَعْمَ عنه.
{وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ}.
وقوله: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ}.
يريد الشيطان وهو في مذهب جمع، وإِن كان قد لفظ به واحدا يقول: وإِن الشياطين ليصدونهم عن السبيل ويحسبون هم أنهم مهتدون.
{حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قال يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}.
وقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قال يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ}.
فيقال: {جاءنا} لأحدهما، وجاءنا الإنسي وقرينه، فقرأها {جاءانا} بالتثنية عاصم والسُّلَمى والحسن وقرأها أصحاب عبدالله يحيى بن وثاب وابراهيم بن يزيد النخعى {جاءنا} على التوحيد، وهو ما يكفى واحده من اثنيه، ومثله قراءة من قرأ {كَلاَّ لَيُنْبَذَانِّ}، يقول: ينبذ هو وماله، {ولَيُنبّذَنَّ} والمعنى واحد.
وقوله: {يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ}.
يريد: ما بين مشرق الشتاء ومشرق الصيف، ويقال: إِنه أراد المشرق والمغرب: فقال المشرقين، وهو أشبه الوجهين بالصواب؛ لأن العرب قد تجمع الاسمين على تسمية أشهرهما، فيقال: قد جاءك الزهدمان، وإِنما أحدهما زهدم، قال الشاعر:
أخذنا بآفاق السماء عليكمُ ** لنا قمراها والنجوم الطوالع

يريد: الشمس والقمر.
وقال الآخر:
قسموا البلاد فما بها لمقيلهم ** تضغيث مفتصل يباع فصيله

فقرى العراق مسير يوم واحد ** فالبصرتان فواسط تكميله

يريد: البصرة والكوفة.
قال، وأنشدنى رجل من طىء:
فبصرة الأزد منا والعراق لنا ** والموصلان ومنا مصر فالحرم

يريد: الجزيرة، والموصل.
{وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}.
وقوله: {وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}.
يقول: لن ينفعكم اشتراككم يعنى الشيطان وقرينه. وأنكم في موضع رفع.
{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}.
وقوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ}.
لَشَرف لك ولقومك، يعنى: القرآن والدين، وسوف تسألون عن الشكر عليه.
{وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ}.
وقوله: {وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ}.
يقول القائل: وكيف أمر أن يسأل رسلا قد مضوا؟ ففيه وجهان:
أحدهما: أن يسأل أهل التوراة والإنجيل، فإنهم إِنما يخبرونه عن كتب الرسل التى جاءوا بها فإذا سأل الكتب فكأنه سأل الأنبياء.
وقال بعضهم: إنه سيسرى بك يا محمد فتلقى الأنبياء فسلهم عن ذلك، فلم يشكك صلى الله عليه ولم يسلهم.
وقوله: {أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ}.
قال: {يُعبَدون} للآلهة، ولم يقل: تعبد ولا يُعْبَدون، وذلك أن الآلهة تُكلَّم ويدعّى لها وتعظَّم، فأُجريت مُجرى الملوك والأمراء وما أشبههم.
{وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
وقوله: {وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا}.
يريد: من الآية التى مضت قبلها.
{أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَاذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ}.
وقوله: {أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَاذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ}.
من الاستفهام الذي جعل بأم لاتصاله بكلام قبله، وإن شئت رددته على قوله: {أَلَيْسَ لى مُلْكُ مِصْرَ}.
حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: وقد أخبرنى بعض المشيخة أظنه الكسائى: أنه بلغه أن بعض القراء قرأ: {أَمَا أنا خير}، وقال لى الشيخ: لو حفظت الأثر فيه لقرأت به، وهو جيد في المعنى.
{فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ}.
وقوله: {فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ}.
يريد: فهلا ألقى عليه أساورة من ذهب، قرأها يحيى بن وثاب {أساورة من ذهب}، وأهل المدينة، وذكر عن الحسن: {أَسْوِرة}، وكل صواب.
ومن قرأ: {أساورة}، جعل واحدها إسوارا، ومن قرأ: {اسورة} فواحدها سوار، وقد تكون الأساورة جمع اسورة كما يقول في جمع: الأسقية: أساقى، وفى جمع الأَكرُع: أكارع.
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمًا فَاسِقِينَ}.
وقوله: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ} يريد: استفزهم.
{فَلَمَّآ آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}.
وقوله: {فَلَمَّآ آسَفُونَا}. يريد: أغضبونا.
{فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلآخِرِينَ}.
وقوله: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا}.
حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: حدثنى القاسم بن معن عن الأعمش عن يحييى بن وثاب أنه قرأها: {سُلُفا} مضمومة مثقلة، وزعم القاسم ابن معن أنه سمع واحدها سليف، والعوام بعد يقرءون: {سَلَفًا}.
حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد حدثنا الفراء قال: حدثنا سفيان بن عيينة أن الأعرج قرأها: {فجعلناهم سُلُفا} كأن واحدته سُلفة من الناس أى قطعة من الناس مثل أمّة.
{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}.
وقوله: {مِنْهُ يَصِدُّونَ}.
حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: حدثنى أبو بكر بن عياش عن عاصم: أنه ترك يَصُدون من قراءة أبى عبد الرحمن، وقرأ يصِدون.
قال الفراء، وقال أبو بكر حدثنى عاصم عن أبى رزين عن أبى يحيى: أن ابن عباس قرأ: {يَصِدون} أى: يضجون يعِجون.
وفى حديث آخر: أن ابن عباس لقى ابن أخى عبيد بن عمير فقال: ان ابن عمك لعربى؛ فما له يلحن في قوله: {إذا قومك منه يصُدون} إنما هي يصِدون، العرب تقول: يصِد ويصُد مثل: يشِد ويشُد، وينمِ وينُم من النميم. يصدون منه وعنه سواء.
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَاذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}.
وقوله: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ} وفى قراءة أُبَى: {وإنه لذكر للساعة}، وقد روى عن ابن عباس: {وإنه لَعَلَمٌ للساعة} و(عِلْمٌ) جميعا، وكلٌّ صواب متقارب في المعنى.
{ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}.
وقوله: {ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}.
وهى في قراءة أهل المدينة: {ياعبادى}. بإثبات الياء، والكلام وقراءة العوام على حذف الياء.
{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
وقوله: {وَأَكْوَابٍ}.
والكوب: المستدير الرأس الذي لا أذن له، قال عدى:
خيرٌ لها إن خشيت حجرة ** من ربِّها زيدٍ بن أيوبِ

ممتكئا تصفق أبوابه ** يَسقِى عليه العبد بالكوب

وقوله: {تَشْتَهِى الأَنْفُس}، وفى مصاحف أهل المدينة: تشتهيهِ الأنفسُ وتلدُّ.
{لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}.
وقوله: {لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}. في العذاب.
وفى قراءة عبدالله: {وهُم فيها مُبلسون}، ذهب إلى جهنم، والمبلس: القانط اليائس من النجاة.
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَاكِن كَانُواْ هُمُ الظَّالِمِينَ}.
وقوله: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَاكِن كَانُواْ هُمُ الظَّالِمِينَ}.